الإسلام في سويسرا

تثير ديناميات الإسلام في سويسرا اهتمام الكثيرين، حيث تعكس تلك البلاد الفاتنة تنوعًا ثقافيًا ودينيًا مميزًا. يجذب هذا البلد الرائع على وجه الخصوص أمراء وشيوخ من دول الخليج، ينبهرون بجمال القصور وسحر المدن، حيث يتجولون على شواطئ الموانئ تحت أضواء النوافير ويستمتعون بجلسات التسوق في المتاجر الفاخرة.

رغم وجود هذه الزيارات المعروفة من جهة الخليج، إلا أن أغلبية المسلمين في سويسرا هم من أبناء البلاد نفسها، ليسوا ضيوفًا فقط بل هم سكان أصليين.

نمو الإسلام في سويسرا: تاريخ وتطور

في عام 1990، شهد الإسلام في سويسرا نقطة تحول مهمة، حيث بلغ عدد المسلمين حوالي 152,200 شخص، أي ما يمثل 2.2% من إجمالي السكان. هذا التطور المبهر يقف في مقابل الواقع في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان يقتصر عدد المسلمين في البلاد على نحو 20,000 شخص. وبهذا، أصبح الإسلام الآن ثاني أكبر ديانة في سويسرا بعد المسيحية.

الوضع الراهن: توزيع وتنوع المسلمين

وصل عدد المسلمين في سويسرا عام 2023 إلى حوالي 450,000 شخص، ما يعادل حوالي 5% من السكان الإجماليين. هذا العدد يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية.

الجالية المسلمة متنوعة في سويسرا، إذ تضم أفرادًا من مختلف الجنسيات والثقافات واللغات. تمثل الجاليات الرئيسية المسلمة:

  1. المواطنون الأتراك، حوالي 65,000 شخص أو 42.8%.
  2. مواطنو اليوغوسلافية السابقة، حوالي 55,000 شخص أو 30.4%، غالبيتهم من دولة البوسنة والهرسك وكوسوفو وجمهورية مقدونيا.
  3. جاليات شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس) تشكل حوالي 4% من المجتمع.
  4. الجالية اللبنانية، تمثل حوالي 3.3%.

توزيع المسلمين في سويسرا متوازن ويشمل جميع المناطق، وخصوصًا المراكز الحضرية الكبيرة التي تحتضن حوالي 73% من المسلمين. يلاحظ وجود أعداد كبيرة في مناطق مثل زيورخ وأرجاو وسانت غالن وبرن. وتتوزع نسبة 76% من المسلمين في المناطق الناطقة بالألمانية، و14% في المناطق الناطقة بالفرنسية، وهذا يتناسب مع توزيع السكان.

تحديات وآفاق: نحو مستقبل معقد

يجسد نمو الإسلام في سويسرا ظاهرة معقدة، حيث تعتمد أسباب وتوجهات هذا النمو على سياقات اقتصادية واجتماعية متنوعة. تظهر هذه التنوعات التحولات في البيئة المحيطة.

بنية المجتمع المسلم في سويسرا

يعمل اتحاد المنظمات الإسلامية في زيورخ على تنسيق وتنظيم المجتمع المسلم في البلاد. يجمع الاتحاد بين مختلف التوجهات والفصائل، بما في ذلك الشيعة والسنة وحركة حبش، إلى جانب مراكز الدعوة والتوجيه الديني. وقد ساهم إسماعيل أمين، دبلوماسي ذو تاريخ عريق، في تعزيز العلاقات مع الكنائس الرسمية، سواء البروتستانتية أو الكاثوليكية.

مستقبل الإسلام في سويسرا: تحديات مستمرة

في ضوء هذا التنوع والتحديات المتجددة، يظل مستقبل المسلمين في سويسرا موضوعًا يحتاج إلى متابعة ودراسة دقيقة. فالتطورات المستمرة والتنوع سيشكلان مسار المستقبل بشكل كبير.

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة لا تستوعب جميع جوانب هذا الموضوع المعقد، بما في ذلك حياة المسلمين اليومية وتحدياتهم ومساهماتهم المتنوعة.

اقرأ أيضاً: طرق الحصول على جنسية سويسرا 2023

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة حجب إعلانات

يعتمد الموقع على عائدات الإعلانات لنشر المحتوى، يرجى تعطيل أداة حجب الإعلانات حتى تكون الفائدة مشتركة، شاكرين تفهمكم 🤗