السوق السوداء وسبب نشأتها (Black Market)
تنشأ السوق السوداء لسببين، الأول هو الهروب من قيد الأسعار التي تفرضها الدولة على السلع والخدمات، والثاني هو الرغبة في التهرب من الضرائب التي تفرضها الدولة أيضاً على السلع والخدمات. في هذه المقالة ستتعرف على جميع ما تهمك حول السوق السوداء.
تعريف السوق السوداء (Black Market)
الاقتصاد التحتي أو السوق السوداء هي السوق التي تتكون من كل التعاملات التجارية التي يتم فيها تجنب كل القوانين الضريبية والتشريعات التجارية. في المجتمعات الحديثة يغطي الاقتصاد التحتي مجموعة واسعة من النشاطات.
إذا السوق السوداء هي السوق الذي تتبادل فيه السلع والخدمات ما بين البائع والمشتري من دون معرفة الحكومة أو تسجيل أي قيود أو دفع أي ضرائب.
يلجأ كل من طرفي الأسواق (البائع والمشتري) إلى السوق السوداء لعدة أسباب، من بينها تأمين حاجتهم من السلع والخدمات. أو فرصة الحصول على أرباح أعلى، أو التهرب الضريبي، أو العمل بعيداً عن الرقابة وغيرها.
في بعض الحالات يكون اللجوء للسوق السوداء أمراً لا مفر منه عندما تكون السلع والخدمات المتداولة محظورة قانوناً. مثل العملات الأجنبية (كما في سوريا)، أو السلع الممنوعة مثل الأسلحة أو المخدرات.
السوق السوداء تؤدي إلى خسائر كبيرة للحكومة، فالدولة لا تستطيع تحصيل ضرائب أو رسوم على تلك الأموال الضخمة المتداولة في ذلك السوق. في حين أن الكثير من دول العالم تعتمد بالمقام الأول في دخلها القومي على الضرائب.
لماذا تنشأ السوق السوداء؟
تنشأ السوق السوداء لعدة أسباب منها: الهروب من قيد الأسعار التي تفرضها الدولة على السلع والخدمات، وكذلك الرغبة في التهرب من الضرائب التي تفرضها الدولة. وأيضاً غياب العدالة الاجتماعية ووجود أنظمة سياسية مستبدّة.
أسعار السوق السوداء تكون أعلى من الأسواق الرسمية إذا كان الطلب على السلعة أو الخدمة مرتفع. وتكون أسعارها أقل من السوق الرسمية إذا كان الطلب على السلعة أو الخدمة منخفضاً.
وفي سوريا مثلاً، صدر في 18 يناير 2020 قرار يقضي بالحبس لمدة سبع سنوات، وغرامة مالية بمقدار ضعف قيمة المدفوعات لأي نوع من أنواع التداول التجاري أو التسديدات النقدية، وسواء كان ذلك بالقطع الأجنبية أم المعادن الثمينة.
مثل هذه القرارات بالتأكيد ستؤدي إلى تنامي في السوق السودا، حيث يختلف سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء بأضعاف ما هو عليه في النشرات الرسمية الصادر عن مصرف سوريا المركزي، وكذلك سعر صرف الليرة التركية مثلاً.
ما هي سلبيات السوق السوداء؟
- تضليل البيانات الحكومية عن طريق إعطاء نسب غير صحيحة للمؤشرات الاقتصادية. ومن ثمّ إيقاع الضرر بالخطط المستقبلية للدولة وبالتالي تؤثر على سياسة الاستقرار الاقتصادي في الدولة.
- حدوث خلل في المنظومة الاجتماعية وانتشار السلبية والذاتية وتغليب المصلحة الفردية على حساب المصلحة العامة وتفشي الجرائم التي يتبعها ارتفاع تكاليف النفقات الأمنية.
- المساهمة في التهرّب من الضرائب وتقليص إيرادات الدولة قد يؤدي بالحكومات إلى إتباع سياسات اقتصادية أكثر تعقيداً , مثل : زيادة الضرائب , والرسوم , والغرامات.
- التأثير على السياسة النقدية لأن الطلب على النقود لغرض إجراء المعاملات يعطي دافعاً للإحتفاظ بالنقود وبالتالي يؤثر على سياسة البنك المركزي.
- المغالاة في معدلات التضخم حيث تميل الأسعار في الاقتصاد الأسود الى التزايد بمعدلات أقل من تلك السائدة في الاقتصاد الرسمي.
هل للسوق السوداء ايجابيات؟
رغم سلبيات السوق السوداء (الاقتصاد التحتي) الى أنّ من ايجابياته خفض معدلات البطالة وارتفاع في الدخل وبالتالي زيادة بالإنفاق الاستهلاكي.
أبرز منتجات السوق السوداء
الأسواق السوداء منتشرة في جميع أنحاء العالم، ونورد هنا أبرز التجارات الأكثر تداولاً في الأسواق السوداء:
- الاتجار بأعضاء البشر.
- الاتجار بالحيوانات.
- تهريب البشر والاتجار بهم.
- الاتجار بالنفط غير القانوني.
- الاتجار غير الشرعي بالذهب.
- تهريب السجائر.
- الاتجار بالمخدرات.
- الاتجار بالآثار المسروقة.
نصيحة: هذه المعلومات للثقافة فقط، وننصح لكم بالابتعاد بالتفكير عن هذا النوع من التجارات واستبدالها بالتجارة الحلال، والمرخصة قانونياً حتى تعيش مرتاح البال.
إحصاءات السوق السوداء
يختلف حجم السوق السودا في الدول العربية، وكذلك تختلف أنواعها. وعادة لا توجد إحصاءات رسمية تؤكد حجم هذه السوق. وكذلك لا توجد أرقام نهائية للأنشطة المندرجة ضمن هذه السوق. إلا أن بعض التقارير يحصي مؤشرات سوق الظل ويخرج بتقديرات تساعد على فهم الصورة العامة. وتتصدر مصر قائمة الدول العربية من حيث حجم السوق الأسود.
ويؤكد الموقع “هوفوسكوب” الدولي أن حجم السوق السوداء في مصر يصل إلى 3.796 مليارات دولار سنوياً في مؤشرات ترتبط بالمخدرات والأسلحة وتجارة البشر والتزوير.
وفي سوريا يعد السوق السوداء المصدر الأبرز للتداول في العملات الأجنبية والدولار المجمد.